הנחת אבן פינה לבית מיחא ע"י מייסד המרכז, ד"ר עזרא קורין ז"ל

בניין מיחא בשנות השבעים

ילד עם לקות בשמיעה בבדיקת שמיעה באודיולוגיה

نبذة تاريخية

يعتبر “بيت ميخا” قصه حلم امسى حقيقه ، والذي يعتمد في أساسه على عزم وإصرار، واخلاص في العمل لا مثيل له.لقد تأسس ميخا على يد الدكتور عزرا كورن وهو طبيب أنف أذن حنجرة، وشغل أيضا رئيسا لمعهد السمع في مشفى شيبا.
لقد انكشف الدكتور كورن، لحاجيات وظاهرة الصم من خلال عمله في البلاد وفي فرنسا، وفي بداية سنوات الخمسين، توصل الدكتور كورن إلى فهم هذه الظاهرة، وإلى أنه يمكن تعليم الأولاد لغة اتصال أخرى، بشرط أن تُشخص حالة الصم مبكرا. إن التشخيص المبكر من شأنه أن يكون مفتاح النجاح في العملية العلاجية.


من الجدير بالذكر أنه في تلك الفترة الزمنية، كان أصحاب المشاكل في السمع لا يملكون الأدوات والآليات، الأمر الذي منعهم من الانخراط والاندماج مع مجتمعهم، وبهذا لا مستقبل كان لهم في بناء حياة طبيعية وحياة يستطيعون من خلالها أن يُنتجوا ويكونوا فعّالين.
تعتبر سنة 1953 سنة الحسم بالنسبة لما توصل إليه الدكتور كورن، حيث أنه في هذه السنة انعقد مؤتمر علمي في هولندا، وخلال المؤتمر ظهر على المنصة أولاد صُمُّ والذين أظهروا قدرات رائعة ومميزة في الغناء والحركات. وبناء على عرض هؤلاء الأولاد الصّم في هولندا، توصل الدكتور كورن إلى ما يلي: إذا كان هؤلاء الأولاد الصّم في هولندا قد فعلوا ما فعلوه، فهذا يعني أن الأولاد الصّم في اسرائيل يستطيعون فعلَ ما قام به أولاد هولندا الصم. “ان هم استطاعوا فنحن نستطيع “.


في سنة 1953 وافق أولياء أمور 4 أولاد على أن بشترك أبناؤهم في تجربة علمية والتي بادر إليها الدكتور كورن. وقد كان الهدف الأساسي من وراء هذه التجربة العلمية، دمج تام لهؤلاء الأولاد في مجتمعهم، وذلك بواسطة تعليمهم النطق ودون لغة الاشارات. لقد أراد الدكتور كورن تعليم النطق لهؤلاء الأولاد لأن المجتمع الاسرائيلي لا وعي لديه بالنسبة لهؤلاء الطبقة من الأولاد بالإضافة إلى أن المجتمع الاسرائيلي في حينها، لم تكن لديه القدره على تقبل الأولاد ذوي المشاكل والعُسر في السمع. وفي هذه الأجواء الاجتماعية، بدأ الدكتور كورن ومعه بعض المتطوعين في نشر نظريته داخل المجتمع الاسرائيلي، وقد كانت هناك حاجة لنشر الوعي والعلم عند الناس لمشكلة الأولاد الصّم، وتزويد المجتمع بالوسائل والآليات والحلول للتعامل مع هذه الظاهرة.
 لذلك كان عمل الدكتور كورن والمتطوعين يحتاج إلى قوة ومجهود عظيمين، وذلك لأن عملهم كان يشمل عدة جبهات ومجالات.


وفي سنوات ال 50 وبالأخص سنوات ال 60 تأسس “بيت ميخا” وكان هذا المركز جمعيه تطوعية، والتي بدأت تنتشر بين الناس والمجتمع، وهذا كله بفضل المتطوعين المتطوعات، الذين رأوا بعملهم عملا أخلاقيا إنسانيا، وقد عملوا طويلا مع هؤلاء الأولاد، بالإضافة إلى أنهم عملوا جاهدين على نشر فكرهم وأفكارهم، ولكي يخرج مشروع “ميخا” لنور، توجه هؤلاء المتطوعون والمتطوعات إلى دوائر اجتماعية واقتصادية وحكومية وأخرى عامة، من أجل مساعدتهم في تنفيذ هذا المشروع. وقد أخذ زمام قيادة هذا المشروع الدكتور كورن والذي كان له الحصة الكبرى في متابعة ومواكبة تنفيذ مشروع “بيت ميخا”.
ومن أجل تحقيق وتأسيس مشروع “بيت ميخا” عمل الدكتور كورن جاهدا، بحيث أكثر من المحاضرات أمام آلاف المعلمات والممرضات والعاملات الاجتماعيات والعائلات أيضا، وذلك من أجل نشر الوعي وأهمية مشروع “ميخا” ولكي يمتلك الناس الوعي الكافي للأولاد الذين يعانون من عُسر في السمع، من خلال عرض بعض الوسائل العلاجية على الناس من قبل  “بيت ميخا”. ولذلك عمل “بيت ميخا” منذ تأسيسه على اشراك الوالدين في العملية العلاجية واعطائهم الدور المركزي في عملية العلاج.


ومنذ سنوات ال 60 عمل “بيت ميخا” على تأهيل معلمات من الوسط العربي للعمل مع أولاد ذوي عسر في السمع، وقد استمر هذا التعاون بين “بيت ميخا” والوسط العربي حتى يومنا هذا، حيث يتواجد اليوم في كفر قاسم فرعا لبيت “ميخا” والذي يعتبر قسما مهما وتابعا “لبيت ميخا” في مدينة تل-أبيب.
في سنة 1973 انتقل “بيت ميخا” إلى مقره الحالي في شارع ريدنج في رمات أفيف. واليوم يمكن أن نلتقي بخريجي “ميخا” والذين اندمجوا داخل المجتمع الاسرائيلي في عدة مجالات مختلفة منها: الخدمة العسكرية، وبكل قطاع ممكن، والمفاجئ بالأمر أن عمل المركز ونتائجه تجاوزت كل التوقعات، وذلك بسبب النجاح المميز للمركز.


وفي الختام ان قصه بيت ميخا هي قصه جرأة ونضال متواصلين من قبل العاملين فيه وايضا المتطوعين الذين شاركوا في تحقيق الحلم الذي ما زال يزداد ثباتا يوما بعد يوم .