בועז הרמן
الجمهور الكريم
أقيمت جمعية بيت “ميخا” سنة 1953 على يد الدكتور عزرا كورِن، وهي تُعنى في البلاد بتقديم العلاج للرُّضع والأطفال الصُّم والذين يعانون من مشاكل في السمع. وتعتبر جمعية “بيت ميخا” المحطة الأولى لأولياء الأمور، الذين يكتشفون أن طفلهم يعاني من مشاكل وعُسر في السمع في الفحوصات التي تجرى في المستشفى بعد الولاده مباشرة. أنا أؤمن أنّ نجاح “بيت ميخا” ينبع من أنّ المركز أخذ على عاتقه النتائج الايجابية.بالإضافة إلى أنّنا دوما نتفاءل في أن نحصل على امتياز وتفوق، وذلك عن طريق الاستثمار والعلاج الحديث المتقدم للأطفال، وهذه الأمور كلها هي الأساس عندنا في عملنا في المركز، وهذه القيم نحافظ عليها من جهة، ونحاول تطويرها من جهة أخرى. وقد انضم لبيت “ميخا” في العشر سنوات الأخيرة، المئات من الأطفال ووالديهم، وإن دلّ هذا فإنه يدلّ على الثقة التي تمنحنا إياها العائلات، وأيضا هذا بدوره يجعل من “بيت ميخا” يقف أمام تحد في مسيرته.
في السنوات الستين الأخيرة، وضع “بيت ميخا” الأساس الذي ينتهجه في مسيرة العلاج، بحيث امتاز هذا الأساس بالمهنية في تحديد المرض منذ بداياته، ومعالجة المرضى علاجا متطورا – حديثا، وأيضا دمج الأطفال ذوي العُسر في السمع مع المجتمع الذي يعيشون به، وداخل جدران المدارس أيضا. في السنوات الأخيرة طرأت عدة تغييرات تكنولوجية رهيبة، والتي أجبرت المركز في أن يجدد أساليب التدريس والعلاج، ولامتلاك معدات ملائمة، بالإضافة إلى تأهيل طواقم العاملين ولتطوير مشروعات التي تلبي حاجات الأطفال وذويهم. بحيث أننا نرى ونعتبر ذوي الأطفال شركاء فعالين في عملية العلاج بالطفل. وهذا بدوره جعلنا في المركز نعمل على تحسين وتطوير بيئة العمل داخل المركز، والانتباه الشديد للتجارب التي تمر بها عائلات الأطفال المرضى، في المركز التأهيلي “بيت ميخا”
إن المعنى الحقيقي للاختصار “ميخا” هو: “مربي أولاد صُم خرساء”، إلا أننا في “بيت ميخا” نعتز ونفتخر بأننا محونا كلمة خرساء من القاموس في المجتمع الاسرائيلي، وقد نجحنا في العقد الأخير في المركز بدمج 85% من الذين تلقوا العلاج في مركزنا، في المدراس العادية، وهذا يعني بدوره أن هؤلاء الأولاد يستطيعون أن يصلوا لكل مجال يرغبون به، إن كان هذا المجال في التعليم الأكاديمي وفي حياتهم الخاصة، تماما مثل أولئك الأولاد الذين وُلدوا دون مشاكل في السمع
إنّ هذا التغيير الكبير ما هو إلا ثمرة مجهود العاملين في المركز، ونحن نشكرهم كل الشكر، ونشكر أيضا كل من تبرع للمركز. ولا ننسى أن إدراة المركز تسعى دوما لتحقيق أحلام أولياء أمور الأولاد الذين يعانون من عُسر في السمع , ونحن سعيدون بذلك .
وليس صدفة في أن تختار مكاتب الحكومة ومؤسساتها أن تتعامل مع “بيت ميخا” كجمعيه قياديه في علاج الأولاد ذوي العُسر في السمع. ونحن في المركز لا نستريح ونعمل بجد وبشكل متواصل، على توسيع مجال نشاط عملنا، وتجنيد متبرعين جُدد ومشاركين جُدد، وهذا في سبيل إنماء الموارد والوسائل المتاحة لنا، وذلك من أجل علاج ذي جودة عالية، بالأولاد الذين يعانون من عُسر في السمع .
وبمناسبة مرور 60 سنة على “بيت ميخا” نحن نتعهد في تحقيق حلم الدكتور كورن، وسنواصل عملنا من أجل مصلحة الأولاد الذين يعانون من مشاكل في السمع، لندمجهم دمجا كاملا مع مجتمعهم.
بوعز هرمان، المدير العام للمركز